أسئلة متكررة حول التواصل الإسلامي الرقمي مع شعب الهوسا

دليل استراتيجي للتواصل الفعال مع ثقافة الهوسا

تعتبر هوية الهوسا استيعابية وديناميكية، وليست جامدة أو حصرية عرقياً. يتجاوز عدد شعب الهوسا 86 مليون نسمة، ويتركزون بشكل أساسي في شمال غرب نيجيريا وجنوب النيجر، وتعد لغتهم لغة تواصل مشتركة لملايين آخرين في المنطقة. تتشكل هوية الهوسا من خلال قرون من الهجرة والغزو والاستيعاب الثقافي واللغوي. على وجه الخصوص، أدى الاندماج التاريخي مع شعب الفولاني، خاصة بعد الجهاد الذي قاده الشيخ عثمان بن فوديو في القرن التاسع عشر، إلى تكوين الكتلة الثقافية المهيمنة المعروفة باسم "الهوسا-فولاني"، مما رسخ الدور المركزي للإسلام في هذه الهوية.

يتم تعريف كون المرء "هوساوياً" بشكل أساسي من خلال اللغة المشتركة والالتزام بالإسلام، وليس بالنسب العرقي. أي شخص يستقر في المجتمع ويتبنى لغته ودينه وثقافته يصبح "هوساوياً". وهذا يفتح فرصة استراتيجية بالغة الأهمية للتواصل الرقمي، حيث يمكن صياغة رسالة الإسلام كدعوة للانضمام إلى مجتمع ثقافي وديني واسع ومرحب وديناميكي. يقلل هذا النهج من حواجز الدخول ويتجنب المقاومة العرقية المحتملة، حيث لا يتعلق الأمر بالتخلي عن الجذور بل بتبني لغة موحدة وعقيدة رسمت عظمة المنطقة لقرون.

تتسم البنية الاجتماعية الهوساوية بالعمق الهرمي، حيث تُمنح قيمة هائلة لحكمة وسلطة كبار السن والقادة. يتنظم مجتمع الهوسا حول أسر كبيرة ممتدة وأبوية، وغالباً ما تكون متعددة الزوجات، ويتمتع رب الأسرة بسلطة كبيرة، ويُتبع النسب عبر الخط الأبوي. الاحترام (Ladabi) هو حجر الزاوية في النظام، ويعد "الاحتكام إلى وساطة كبار السن" تقليداً راسخاً منذ الطفولة لحل النزاعات.

يتعارض هذا مع النماذج الفردية الغربية التي غالباً ما تمجد تحدي السلطة. لذلك، يجب ألا تضع استراتيجية الدعوة نفسها كقوة "مخربة" أو جديدة، بل يجب أن تتماشى مع مبدأ السلطة. يجب صياغة المحتوى بنبرة تحترم التقاليد والحكمة، ويمكن الاستفادة من الأمثال والقصص التي تكرم كبار السن وتقدم الإسلام على أنه المصدر النهائي للحكمة التي يجسدها هؤلاء الشخصيات المحترمة. النبرة المثالية هي "هذه ليست حقيقة جديدة، بل هو كمال وتوضيح للحكمة الخالدة التي قدرها أجدادكم".

يشكل مفهوم "Mutumin Kirki" (الشخص الصالح المثالي) الركيزة الأخلاقية لثقافة الهوسا. إنه مثال يُبنى على الشخصية الداخلية (hali) بدلاً من الثروة أو المكانة أو الكاريزما. يُعرف هذا المثال بمجموعة من الفضائل الأساسية:

  • Gaskiya (الصدق والأمانة): مبدأ أساسي، حيث تقول الأمثال: "الصدق حصان من حديد" (Gaskiya dokin karfe) و "بدون صدق، لا يمكنك تحقيق النجاح".
  • Amana (الثقة): الشخص الصالح جدير بالثقة في حفظ الأسرار والممتلكات.
  • Hakuri (الصبر والتحمل): يُنظر إليه على أنه "دواء العالم" (Hakuri maganin duniya)، وهو مفتاح التغلب على أي محنة.
  • Ladabi (الاحترام والأدب): التوقير والأدب الذي يظهره المرء لكبار السن والشخصيات المرموقة.
  • Tausayi (الرحمة والشفقة): دافع للكرم (karamci).

الإطار الأخلاقي المحلي المتمثل في "Mutumin Kirki" ليس متوافقاً مع القيم الإسلامية فحسب، بل هو انعكاس شبه مثالي لها... الأهم من ذلك، تُعزى هذه الفضائل إلى إيمان قوي بوحدانية الله والخضوع التام لإرادته. هذا يعني أن المفهوم مرتبط بالفعل برؤية توحيدية في الوعي الجمعي للهوسا.

يجب بناء محتوى الدعوة حول هذا الإطار، بدلاً من البدء بمفاهيم لاهوتية مجردة، يجب أن يبدأ بقصص وأمثال تحتفي بـ "Mutumin Kirki". عندئذٍ تصبح الرسالة: "الإسلام هو الطريق الذي يمكنك من خلاله تحقيق Mutumin Kirki المثالي الذي تعتزون به بالفعل". هذا يعيد صياغة قبول الإسلام ليس كتحول ثقافي، بل كتتويج ثقافي وروحي.

قبل هيمنة الإسلام، كانت الديانة التقليدية للهوسا هي "Maguzanci" (المعروفة أيضاً باسم بوري)، وهي نظام معتقدات إحيائي يتمحور حول تلبس الأرواح والسحر... لسد هذه "الفجوة" في الاستجابة الفورية، يجب ألا يركز محتوى الدعوة على اللاهوت المجرد فقط، بل يجب أن يقدم حلولاً إسلامية لنفس هذه المشاكل الفورية. وهذا يتضمن التأكيد على مفهوم الدعاء في الإسلام كخط مباشر إلى الله، "المجيب". ويعني ذلك أيضاً تسليط الضوء على أسماء الله الحسنى المتعلقة بالحياة اليومية: "الرزاق" للرزق، و "الشافي" للصحة. الرسالة هي أن الإسلام لا يتجاهل هذه الاحتياجات اليومية، بل يوفر وسيلة أكثر قوة ومباشرة وكرامة لتلبيتها دون وسطاء.

تُظهر مرونة نظام "بوري" وقدرته على التكيف أن الهجوم المباشر الذي يدين جميع الممارسات التقليدية باعتبارها شركاً من المرجح أن يفشل، وسيُنظر إليه على أنه هجوم على الثقافة نفسها... النهج الأكثر فعالية هو نهج "التنقية والإتمام". يجب أن تعترف رسالة الدعوة بالاحتياجات الإنسانية الأساسية التي تسعى هذه الممارسات إلى تلبيتها. ثم يمكنها تقديم البدائل الإسلامية الخالصة باعتبارها المصدر الأصلي وغير المحرف والأكثر قوة لتلبية هذه الاحتياجات. على سبيل المثال، بدلاً من إدانة التمائم بشكل قاطع، يمكن للمحتوى أن يشرح قوة تلاوة آية الكرسي للحماية، واصفاً إياها بأنها استمداد للقوة مباشرة من الخالق بدلاً من كائن مخلوق. هذا يحترم نية الشخص مع تصحيح طريقته.

تحتوي لغة الهوسا على كلمتين أساسيتين للإشارة إلى الكائن الإلهي الأسمى: Allah (كلمة مستعارة من العربية) و Ubangiji (مصطلح هوساوي أصلي يعني "سيد/رب البيت").

يُوصى باتباع نهج مرحلي:

  • المرحلة الأولى (التواصل الواسع): استخدام "Ubangiji" لتقديم المفاهيم العالمية لربوبية الله ورحمته وقدرته. البدء بـ "Allah" قد يثير على الفور دفاعات ثقافية ودينية.
  • المرحلة الثانية (التفاعل الأعمق): بمجرد إنشاء الاتصال، يتم تقديم "Allah" باعتباره الاسم العلم الشخصي لـ "Ubangiji"، كما كُشف عنه في رسالته الأخيرة للبشرية، الواحد الأحد.

لذلك، يجب صياغة الرسالة الافتتاحية على النحو التالي: "دعونا نتحدث عن Ubangiji، رب الخلق أجمعين". هذا يؤسس أرضية مشتركة فورية ونقطة انطلاق شاملة وغير صدامية.

المنصات الرقمية المهيمنة بين مجتمع الهوسا هي:

  • فيسبوك: المنصة المهيمنة في نيجيريا والنيجر. مثالية لحملات التوعية الأولية بمحتوى قابل للمشاركة ويستهلك بيانات قليلة (صور، فيديوهات قصيرة).
  • واتساب: شبكة "مظلمة" للتوزيع الثانوي. يجب تصميم المحتوى ليكون قابلاً للتنزيل وإعادة التوجيه بسهولة.
  • يوتيوب: مركز رئيسي لمحتوى الفيديو الأطول (3-7 دقائق) والخطب الدينية للتفاعل الأعمق.
  • تيك توك: الأسرع نمواً بين الشباب. يتطلب محتوى جذاباً بصرياً وموجهاً بالتريندات (15-60 ثانية).

تشير تطبيقات مثل "TikTok Lite" و "Facebook Lite" إلى أن جزءاً كبيراً من الجمهور يعمل في بيئات ذات بيانات منخفضة وعرض نطاق ترددي محدود. لذلك، يجب إنشاء المحتوى بتنسيقات متعددة لتحسينه والحفاظ على البيانات.

المشهد الرقمي الديني الحالي بين المسلمين مشبع بالنقاشات الداخلية، وغالباً ما تكون النبرة جدلية وفقهية. أي مشروع دعوي يستخدم نبرة مشابهة سيضيع في الضوضاء وسينفر جمهوره المستهدف من غير المسلمين.

اهتمامات الجمهور المستهدف من غير المسلمين هي أكثر جوهرية: "ما الهدف من الحياة؟ هل هناك إله رحيم؟ كيف أجد السلام؟ كيف أكون شخصاً صالحاً (mutumin kirki)؟"

لذلك، يجب أن يتبنى المشروع بوعي نبرة مختلفة تماماً. النبرة الموصى بها هي متعاطفة، ملهمة، ومتجذرة في سرد القصص. يجب أن تستلهم من التقاليد الشعرية والعاطفية في ثقافة الهوسا. يجب أن يركز المحتوى على رحمة "Ubangiji" وجمال الصبر (hakuri)، والسلام الذي يأتي من الصدق (gaskiya)، واستخدام الأمثال والحكم لنقل الحقائق العالمية.

كلمات للتبني:

  • Ubangiji: للربوبية العالمية.
  • Gaskiya, Hakuri, Amana, Ladabi, Kirki: لربطها بالفضائل الأخلاقية الإسلامية.
  • Rahama, Salama: لتسليط الضوء على رحمة الله.
  • Addu'a: كبديل مباشر للممارسات التقليدية.
  • Aljanna, Tuba, Annabi, Lahira: مصطلحات مفهومة عالمياً.
  • Bauta: لشرح مفهوم العيش في خدمة الله.

كلمات تستخدم بحذر:

  • Allah: يُقدم كاسم علم لـ "Ubangiji" بعد تأسيس أرضية مشتركة.
  • Jihad: يجب إعادة صياغته على أنه جهاد داخلي.
  • Shari'a: يجب إعادة صياغتها على أنها هداية إلهية لمجتمع عادل.

كلمات يجب تجنبها في التواصل الأولي:

  • Shirk, Bid'ah, Kaafr: هذه مصطلحات حكمية ومنفرة. بدلاً من التصنيف، يجب شرح البديل الإسلامي الأقوى والأكثر كرامة.