الأسئلة المتكررة حول التواصل الدعوي في السياق الأمهرية

إجابات لفهم السياق الثقافي والديني في إثيوبيا

يجب أن يبدأ التواصل الدعوي في السياق الأمهرية باستخدام المصطلح المحلي والموقّر Egziabher (እግዚአብሔር) للإشارة إلى الخالق. هذا المصطلح، الذي يعني حرفياً "سيد الأمة/العالم" وله أصول في لغة الجعزية، هو الاسم المعتمد في الكتاب المقدس الأمهرية ويحمل وعاءً ثقافياً وعاطفياً عميقاً لمفهوم الإله الواحد في وعي الغالبية العظمى من الجمهور. استخدام "الله" (አላህ) مباشرة في المراحل الأولية قد يؤدي إلى تصنيف الرسالة على أنها "غريبة" أو "أجنبية"، مما يخلق حاجزاً نفسياً فورياً. من خلال البدء بـ Egziabher، يستفيد المحتوى الدعوي من إيمان عميق وموجود مسبقاً بالإله الواحد، ويقدم الرسالة الإسلامية كفهم أعمق وتوضيح لصفات الإله نفسه الذي يعبدونه بالفعل، مع التركيز على التوحيد الخالص لمفهوم Egziabher.

تتميز البيئة الثقافية الأمهرية بأنها "مشبعة روحانياً" بالكائنات الغيبية مثل أرواح الزر والشياطين والملائكة، بالإضافة إلى الاعتقاد الراسخ بالعين الشريرة (Buda). بدلاً من تقديم مفهوم "الجن" كشيء جديد تماماً، يمكن تقديمه كتوضيح دقيق ومفصل لـ "الخلق غير المرئي" الذي تعترف به ثقافتهم بالفعل، والذي ربما تم فهمه بشكل مشوش أو اختلط بالفولكلور. هذا الأسلوب يقر بصحة رؤيتهم للعالم، ويقدم تصويباً وتوضيحاً بطريقة أقل صدامية وتجنباً للرفض المباشر. لمعالجة موضوع الحسد المرتبط بـ Buda، يمكن للمحتوى الدعوي أن يتصل بعمق بهذا الواقع المحسوس من خلال معالجة موضوع الحسد (hasad) من منظور إسلامي، بتقديم تعاليم قوية حول الطبيعة المدمرة للحسد وطرق شرعية لطلب الحماية منه. هذا النهج لا يرفض اعتقاد Buda، بل يقدم إرشاداً إلهياً حقيقياً للتعامل مع مشكلة الحسد الحقيقية التي يحاول اعتقاد Buda تفسيرها، مما يعالج الخوف الكامن ويقدم حلاً متجذراً في التوحيد، بتحويل مصدر الحماية من التمائم (kitab) إلى الله (Egziabher) وحده.

تعتبر قصة "الهجرة الأولى" إلى الحبشة، حيث لجأ صحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى مملكة أكسوم وحماهم الملك النجاشي المسيحي، حدثاً تاريخياً محورياً ومصدراً للفخر الوطني. يجب على المحتوى الدعوي تسليط الضوء على هذه القصة بشكل متكرر لأنها تضع الإسلام كعقيدة لها علاقة قديمة ومحترمة بتاريخ إثيوبيا، وليس كقوة غازية. هذا يصور قبول الإسلام ليس كخيانة للأسلاف، بل كاحتضان لحقيقة أن أسلافهم كرموها وحموها. هذه القصة تمثل جسراً عاطفياً وثقافياً قوياً يمكن أن يعزز تقبل الإسلام كجزء أصيل من التاريخ الإثيوبي.

يكمن التحدي الرئيسي في التشابه الصوتي بين مصطلح التوحيد الإسلامي (Tawhid) ومصطلح الكنيسة الأرثوذكسية الأثيوبية (Tواحیدو - Tewahedo)، والذي يشير، على نحو مفارق، إلى عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح (الميافيزية) وهو الاسم الرسمي للكنيسة. استخدام مصطلح Tawhid مباشرة في المراحل الأولى يمكن أن يُفهم كتحدٍ مباشر ومقصود لجوهر الهوية الأرثوذكسية. لذلك، يجب تقديم المفهوم قبل المصطلح. تبدأ الاستراتيجية باستخدام عبارات وصفية أمهرية مثل "وحدانية الله" (የእግዚአብሔር አንድነት) أو "الله واحد وأحد" (እግዚአብሔር አንድና ብቸኛ ነው). بمجرد ترسيخ المفهوم على هذه الأرضية المشتركة، يمكن تقديم مصطلح Tawhid لاحقاً كاسم اصطلاحي لهذا المعتقد الأساسي، مع الحرص على توضيح أنه يشير فقط إلى وحدانية الله ويختلف عن المصطلح الكنسي Tewahedo.

Facebook هو المنصة المهيمنة بفارق هائل، بحصة سوقية تبلغ حوالي 56%، يليه YouTube بقوة في المرتبة الثانية بحوالي 11%. Instagram وTikTok أصغر حجماً ولكنهما ينموان، خاصة بين الشباب. تتميز قاعدة المستخدمين بهيمنة الذكور بشكل كبير (حوالي 67-68% على Facebook).

  • Facebook: القناة الرئيسية للتواصل الجماهيري وبناء المجتمع، مناسبة للمنشورات القصيرة والصور والفيديوهات القصيرة والبث المباشر.
  • YouTube: مركز للمحتوى التعليمي العميق والأناشيد عالية الجودة، مناسب للفيديوهات الطويلة (خطب ومحاضرات) والموسيقى (ترانيم وأناشيد).
  • Instagram: لإشراك الشباب والجاذبية البصرية، مناسب للصور عالية الجودة والقصص وReels.
  • TikTok: للوصول إلى الشباب، مناسب للفيديوهات القصيرة جداً، والتحديات، والمحتوى الترفيهي السريع، والمحتوى الفيروسي.

يجب على المشروع الدعوي اعتماد نهج مزدوج: "مسار منبر تي في" (محتوى احترافي، تعليمي، هادئ يركز على جمال وحكمة الإسلام) و"مسار الصدى العاطفي" (أناشيد قوية، قصص مؤثرة، وتأملات شعرية حول رحمة الله).

المحتوى الديني الأكثر جاذبية هو المحتوى العاطفي والشعري والموسيقي. يتضح هذا من الشعبية الهائلة للترانيم الروحية المسيحية (መዝሙር - Mezmur) والأناشيد الإسلامية (መንዙማ - Menzuma و ነሺዳ - Neshida)، حيث تكون النبرة السائدة هي العبادة والمديح والشهادة العاطفية. نمط آخر مهيمن هو الوعظ الكاريزمي لأنبياء الخمسينيين/"البنطيين"، والذي يتميز بالطاقة العالية وادعاءات المعجزات والخطاب العاطفي المباشر. لذلك، يجب أن يتبنى المحتوى الدعوي هذا الأسلوب المزدوج ليتناسب مع تفضيلات الجمهور.

الصورة النمطية للإسلام كدين "عربي" أو "أجنبي" تمثل حاجزاً كبيراً. يجب أن تكون الهوية البصرية واللغوية للمشروع "أثيوبية" بشكل متعمد لتكون فعالة. هذا يعني استخدام صور لأشخاص إثيوبيين من جميع المجموعات، وخلفيات طبيعية إثيوبية، وزخارف إثيوبية تقليدية، وليس صوراً عامة من الشرق الأوسط. لغوياً، يعني هذا استخدام لغة أمهرية نقية وتجنب الكلمات العربية الدخيلة غير الضرورية، والتأكيد على التاريخ الإسلامي الإثيوبي (مثل قصة النجاشي). هذه "الأثيوبة" المتعمدة للرسالة الدعوية هي استراتيجية أساسية للتغلب على حاجز "الآخر".

يجب اعتماد خطة مفردات من مرحلتين:

  • المرحلة الأولى (التواصل الأولي): استخدام "الكلمات الجسرية" التي تم تحديدها في الجزء الأول، مثل Egziabher, Genet, Nebiy, Tselot, Nis-ha. وتقديم المفاهيم باستخدام عبارات وصفية أمهرية (مثل Ye'Egziabher Andinet للتوحيد).
  • المرحلة الثانية (التفاعل الأعمق): بمجرد إنشاء الحوار، يمكن تقديم مصطلحات إسلامية محددة مثل Allah, Tawhid, Salat, Du'a، مع شرحها. هذا نموذج تعليمي، وليس استبدالياً، ويرتبط دائماً بالمفاهيم التي تمت مناقشتها بالفعل.

كلمات يجب تجنبها في البداية: كلمات مثل "كافر" و"شرك" لأنها حساسة للغاية وتؤدي إلى نتائج عكسية في التواصل الأولي. كما لا يُنصح بالاستخدام المبكر لمصطلح Tawhid بسبب الارتباك مع Tewahedo.